في يومها العالمي.. "صحافة اليمن" تحت مقصلة مليشيات الحوثي

في يومها العالمي.. "صحافة اليمن" تحت مقصلة مليشيات الحوثي

تحل مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام، ولا يزال صحفيو اليمن يعانون من ممارسات تنظيم الحوثيين الإرهابي. 

وأصبحت الصحافة اليمنية في أسوأ حالتها منذ نشأتها عام 1872، فيما يصنف البلد كإحدى أسوأ بيئات العمل الإعلامي حول العالم، وذلك إثر تعرض أكثر من 49 صحفيا للقتل منذ انقلاب المليشيات أواخر 2014.   

وتزج مليشيات الحوثي الإرهابية بأكثر من 12 صحفيا في معتقلاتها السرية بينهم 4 مهددون بمقصلة الإعدام، فيما لا يعرف مصير صحفي واحد على الأقل منذ 2015 إثر اختطافه من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي.   

ووجهت الأمم المتحدة ونقابة الصحفيين اليمنيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 من مايو من كل عام، دعوة لكل الأطراف بمن فيهم مليشيات الحوثي الإرهابية للإفراج غير المشروط عن الصحفيين المعتقلين في جميع أنحاء البلاد.   

ويظهر مؤشر حرية الصحافة، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود”، والذي يقيم ظروف ممارسة هذه المهنة في 180 دولة ومنطقة، في عام 2022 الآثار الكارثية لفوضى المعلومات، يظهر اليمن في المركز 169.   

وتنوعت أشكال انتهاكات مليشيات الحوثي الانقلابية ضدّ الإعلاميين؛ ما بين الخطف والقتل والتشريد، والإخفاء القسري، والاعتداء الجسدي، والتعذيب الوحشي في المعتقلات، واحتلال المؤسسات الإعلامية، والتهديد، وحجب مواقع إخبارية، والمنع من التغطية، وإصدار لوائح وتعليمات قمعية، ونهب ممتلكات وسائل إعلام، ومصادرة مقتنيات الصحفيين وممتلكاتهم ومحاكمتهم، وإيقاف رواتب إعلاميين، وتوقيفهم عن العمل.   

وأصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ورقة حقائق بعنوان "التكتيكات العنيفة التي تستخدمها مليشيا الحوثي لقمع حرية الصحافة"، بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به العالم يوم 3 مايو من كل عام، لتقييم حالة حرية الصحافة حول العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها، لتوثق جملة من الحقائق حول الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي تجاه الحريات الصحفية في الفترة من مايو 2021 إلى نهاية إبريل 2022 وذلك بهدف لفت انتباه المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك لحماية الحريات والحقوق الصحفية من بطش مليشيا الحوثي، وثقت الورقة ارتكاب جماعة الحوثي ما يربو من 920 انتهاكًا لحرية الصحافة منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء بالعام 2015، وحتى نهاية إبريل من العام 2022، حيث ارتكبت ما يقرب من 53 انتهاكًا في الفترة من مايو 2021 وحتى نهاية إبريل 2022. 

وفي الأخير طالبت مؤسسة ماعت بضرورة ضغط المجتمع الدولي على الحوثيين للإفراج عن 4 صحفيين يواجهون الإعدام. 

 "جسور بوست" حاورت إعلاميين يمنيين للوقوف على مدى صعوبة الوضع جراء انتهاكات جماعة الحوثيين الإرهابية. 

وقال الإعلامي اليمني صادق القدمي: "إن صحفيي اليمن يقاسون ويعانون أشد أنواع المعاناة، حيث تمارس ضدهم أحكام إعدام وتهجير قسري وقطع المرتبات، وحتى الآن ما زال هناك صحفيون رهن الاعتقال في سجون الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء في 2015، هؤلاء يواجهون أحكاًما جائرة بالإعدام ويتعاملون كأسرى حرب، مئات يعانون من تبعات النزوع والتهجير، لكم أن تتخيلوا أن 49 صحفيًا قتلوا على يد الحوثيين، وهذه إحصائيات أوردتها النقابة اليمنية مؤخرًا، أرى أن تلك الانتهاكات جرائم حقوقية وإنسانية تضاهي جرائم الحرب، وتستدعي المسائلة القانونية المحلية والدولية، فهناك صحفيون تركوا المهنة وامتهنوا غيرها خوفًا من التنكيل بهم، ومع ذلك لا يزالون يواجهون تهديدات بالقتل والاعتقال.

وأضاف: "أطالب القوى السياسية أيًا كانت أن تجنب الصحافة والصحفيين المحاكاة السياسية خاصة وأن اليمن بلد ديمقراطي، يجب البدء بإجراءات حقيقية تقضي بإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين وتجنبيهم تلك الانتهاكات الظالمة، وأن يتاح المجال لحرية الصحافة في المشاركة الفاعلة في نشر ما يرتكب في حق اليمنيين من جرائم، يجب أن تتاح الفرصة للصحافة لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف السياسية اليمنية، والتسريع بإنهاء الحرب".

وتابع صادق: "أطالب أيضا الحكومة بسرعة صرف مرتبات منتسبي المؤسسات الإعلامية الحكومية، في مناطق سيطرة الحوثيين المنقطعة منذ أكثر من 5 سنوات، وسرعة إنقاذهم من الأوضاع الصعبة التي يمرون بها وهذا بالتأكيد واجب الدولة والحكومة".

وأكدت الإعلامية اليمنية أبها نورالدين عقيل، أن الصحفيين والإعلاميين في اليمن قد ذاقوا الأمرين، فهم من ناحية المجتمع متهمون بالتخريب وإثارة المشاكل، ومن ناحية سلطات الانقلاب الحوثية عملاء وخونة معرضون لحملات الاعتقالات والاغتيالات، ولم تستطع الحكومة الشرعية حمايتهم لسبب أو لآخر، بل يرى بعض الإعلاميين أن الحكومة تتعمد إهمال وضع الصحفيين والإعلاميين، فهي لم تؤمن لهم وضعًا مناسبًا لا داخل البلد ولا خارجها ولم تعمل على حمايتهم ولا حتى حماية أهلهم بعد اغتيالهم وتركتهم يعانون، يعتمدون على المنظمات التي لا تأبه بحال اليمني ولا ظروفه.

حقد الدكتاتوريات أيا كان شكلها ضد الصحفيين تجلى في اليمن بحادثة اغتيال الصحفي محمد العبسي، والذي لا يزال من اغتالوه يلاحقونه وهو في القبر عبر القيام بتدمير شاهد قبره وتفكيك حجارته، ورغم إعادة بنائه من قبل أصدقاء الصحفي المغدور إلا أنهم أعادوا العبث بقبره مرات عديده. 

وتابعت: "أيضًا حادثة اغتيال الصحفية رشا الحرازي والتي كان المستهدف بها زوجها الصحفي محمد العتمي، والذي هرب من مناطق الحوثيين إلى عدن فاتبعوه بعبوة ناسفة في سيارته التي انفجرت بهما الاثنين حين أراد إيصال زوجته إلى المستشفى لتلد طفلهما الثاني، لكن لم يصل للمستشفى غير زوجها محمد العتمي جريحا محروقا.   



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية